وحيدا أناجي القمر

جلست وحيدا أناجي القمر..
أصارع أرقي وأشكو السهر..

هموم السنين وغدر الليالي..
وسهم من الشوق بي استتر..

وحيدا وحيدا بهذا المكـــــان ..
أمامي هنا ذكرياتي تمــــر..

فلا ناي يعزف لي لحنــــه..
ولا منظر تحتويه الصــــور..

أقابل فجري بوجه بشــوش..
ولم يدر فجري بجرحي الأمر..

رحيل الأحبة قد هــــد مني..
كيانا وعقلا وقلــــبا صبـــر..

سئمت البقاء بهذي الحياة..
فقلبي كئيب وكلي ضجــــر..

تبعثرني الكلمات انكسارا..
وتخبرني ان جرحي انتصر..

وتعلن لي ان سجني سياج..
من البؤس والشؤم والمنحدر..

نعم إن عمري صغير ولكن..
يشيب الصغير بحكم القدر..

قطار هو العمر يا وحدتي..
محطاته قد طواها الخطـــر..

قطار عنــــيد ، قطار غريب..
يمر سريعا ولا ينتظـــــــر..

وسكته لم تصغ من حديد..
ولكنها من نفوس البشــــر..

تحطمت أبكي بصوت كسير..
وأحرقني الدمع أنى انهمر..

فرق لحالي سكون الظلام..
وكفكف دمعي ضوء القمر..

توقفت أصغي خرير المياه..
وقربي هناك حفيف الشجر..

تقول بلحن بديع شجـــــــي..
" تفطن بني لذاك الحجـــر"..

ولا بأس ان خذلتك الريــــاح..
وشل جناحيك وقع المطـــر..

وكن طائرا لا يخــــاف العلو..
عظيم الجناح، قوي الــــنظر..

وسر واثقا رغم انف الصعاب..
وحطم عرى اليأس كي تنتصر.